ومازال هُنالك وميض امل رُغم فُقدانِه

قد لا تعني كلماتي الكثير, بل قد لا تعني كلاماتي شيئاً على الأطلاق! لكن يبقى الأمل بوميضه داخل طيات صدري وجاج لا يخمد. املاً في ان تبعث تلك الكلمات في النفس ما يسرها او بإقل تقدير ان تٌذكر من يقرأها ان هنالك من يعاني مثلك في طرف ما في هذا العالم القمئ.

على الرغم من مصاعب الحياة القاسيه التي لا تفقه شيئاً سوى ضخ سمومها في عروقنا بشكل يومى على املاً منها أن نفارق الحياة في مرة من المرات, إلاً أن هنالك بعضاً من بقايا الأمل المتشبت بتلك العروق ولعله هو ما يبقينا على قيد الحياة حتى الآن. وعلى الرغم من المعاناة الصباحيه حين ابدأ يومي بسؤالي الدائم; لم استيقظ كل يوم؟ هل لأستيقاظي كل يوم في نفس الموعد اثراً فارقاً في مجريات الكون؟ لا اعتقد هذا لكني لا املك رفاهية العوده إلى سريري الدافئ الذي لم يكل عن مناداتي إلى حضنه المريح. ولكن رغم الآم الصباح الدائمه هنالك ابتسامات تسرق طريقها إلى وجهي العابس وتجعل يومي يمر دون أن أشعر.

غالباً ما ترسل الحياة إشارات ضاحكه بطريقنا, فأحياناً تشاركنا تلك الإشارات ضحكاتها وأحياناً اخرى تزداد ضحكاتها آثر عبوسنا. تسعدنا تاره وتحزننا تارة اخرى, ولكن على الرغم من سخرية الحياة القدريه تستمر حيواتنا بالمضي سيراً للأمام دون توقف منها او هواده. أوشك مخاض عامنا الحالي على الأتيان بما تحمله طياته بعام اخر يخلفه, وذاك العام في علم الغيب حتى وقتنا هذا; فربما يأتي بالخير والفرح باسطاً كفيه بما لم يأته هذا العام ولربما يهل علينا مضياً بما حمله هذا العام بالمساوئ, لكن بين هذا وذاك نحن ننتظرالبوادر.

في خضم المصاعب التي توالت وتتوالى بشكل شبه يومي لا افقه ان اجد معاني قادره على وصف ما اعانيه انا ومن يشبهني في هذه الحياه على الرغم من كثرة تلك المعاني والمفردات لا مفر من ملاذ يحتوينا ويأنينا من المعاناة, ألا امل في العيش الهني بعد مشقه؟ هل يتركنا القدر بين يدي الأمراض النفسيه المتعبه وهواجس الليل الإنتحاريه؟ ما بين شقاء النهار وأرق الليل, ما بين نفحات الماضي بما يحمله من وحشه وبين النهار وما يحمله من متاعب لا تنتهي... ما لانا محيد عن هذا وذاك؟ كأن عذوبة أيامنا مر ومرارة العذوبه عذاب. لكن على الرغم ومازالت قلوبنا تنبض, والحق ما اقول لا علم عندي أما نبضت القلوب في حماقة رغم الدمامة أم رغبة في المصابره على التكاعس والوهن.

تراءى لي يوماً أن الحياة قد شعت نور وجهها البسام نحوي فما لبث مني أن كشفت عن مكنونات صدري كلها لها, لكن أتت الرياح بما لا تشتهي سفني فما تركت لي الحياة مفر من حرق مكنوناتي بداخل صدري فضاق هو الأخر على عقبيه واصبحت في غمة لا كاشف لها. صرت ألعن سذاجتي يوماً بعد يوم وأسب حظي على ما أتاني من صروف الدهر. ففاجعتي فاجعة ليس لها من سراء ولا سكينه... أليس هذا لسان حالنا جميعاً؟ السذاجه واحدة مهما تعددت اشكالها. لكل ضائقة فرج كما يقولون وتالله اليسف استصعب الأمر وطال الإنتظار!

يشاء الله العليم ان أرى الضوء في مداه وأشتم الغبطة في صحواتها القليله. بكثرة المآسي والعلل تكثر النعمات وإن خفيت ظواهرها عن عيوننا. أليست الأشياء البسيطه التي نقابلها على مدار يومنا هي ما تجعل للحياة لذه؟ وقد تختلف تلك الأشياء في سببها وعلتها, وتتشكل بما نحتاجه حتى يكتمل اليوم ويأفل نجمه حين يلمع نجم يوم جديد. بالنسبة لي قد ارتشف من رحيق تلك النفحات اليومية حين ارى طفلاً صغيراً متبسم, لا يعبئ بما تحمله الحياة من احمال, أو حين ارى رجلاً قد صاب الكهل جسده ولكن لم يخترق قلبه بعد فتراه شقياً كصبي صغير. أو تتخذ اشكالاً ابسط من هذا كله, حين ارى ابتسامة على وجه احد من احبائي, زملائي اواصدقائي واكون انا السبب ورائها, حين اجعل احدهم يضحك, او ربما حين اقف بين طلابي وأشرح وأرى نظرة الإمتنان في عيونهم.

أسباب السعادة كثيره لكننا نشغل عقولنا فيما يؤلمها بتركيزنا على خراء من حولنا من الأخوه الناشرين للسلبيه اينما حلوا. حين افكر في ما يجلعني سعيد او في حالة من الإنشراح اجد عدة اشياء منها ما استطيع ان اشاركه ومنها ما اود ان ابقى لذاتي... لن اخوض في الأسباب الذاتيه او العائليه لكن حقاً جلوسي على ذاك الكرسي الحديدي الأسود ذو الأقدام العاليه وسط طلابي – ممن احب – لهو حقاً من اسباب السعادة بالنسبة لي, فليس هنالك شيئاً اجمل من معرفة الإنسان أنه يشارك ولو بشئ بسيط في جعل احدهم يكتسب شئ من هذه الدنيا حتى وإن كانت معلومه... وإن ضاقت المعلومات فبشق تمره وتمرتي هي رسم الإبتسامه.

لم أكن يوماً ممن يحملون شعارات التفائل الكاذبه, ولا احب هؤلاء الذين يتحالفون برغد العيش والحياة الحريريه أو هؤلاء أصحاب الرومانسية الزائده المصطحبة بالبهجة المثيرة للغثيان في بعض الأحيان... فمثل هؤلاء لديهم من السبل العيش ما لم يبسط لغيرهم, ولا يشعرون بممن  يصارعون الحياة يومياً بحثاً عن لقمة العيش. لكني مؤيد كل التأييد هولاء الذين يبحثون يومياً عن اسلحة يشقون بها ظلام إبتئاسهم وإكفرارهم ولا يستسلمون يوماً للتعاسه. حتى وإن تقاعسوا في يوماً عن إيجاد شئ يحاربون به شرور أنفسهم فإنهم لا يتكاهلون عن المضي سعياً وراء راحة البال.


هل عندي من العلم ما يجعلني واثق كل الثقه مما اقول وانشر؟ إن جئتكم بالحق لآ, لكن هذا لا يمنعي عن عيش حياتي بهذا الفلسفه حتى وإن جادت بالشقاء اكثر مما تجود بالهناء. فإن لم اجد ما يسعدني خلال يومي –و هذا يتكرر كثيراً– لن أرضخ لضنك الحياة, سأظل ابحث عن اصغر الأشياء التي تبعث في روحي الأمل حتى وإن كانت تلك الأشياء تافهه في نظر البعض أو غير ذات قيمة في نظر البعض الأخر. أنشروا ما استطعتم من الإيجابية فلن تزهق روح الخمل بالتهاون مع سلبية المجتمع الطاحنه. إنشروا الخير تجدوا الخير.

Comments

Unknown said…
حلوة جداً. اسلوبك بسيط وسهل بس عميق
�� استمر في هذا الابداع الحلو دائما
Mahmoud Kabbary said…
شكراً جزيلاً، إن شاء الله هكمل

Popular posts from this blog

تعلم الأنجليزيه في مليون خطوه (عنوان مضلل)

Labeled

روتين... بقلم يمنى فتحي