عزازيل (الخير و الشر)

منذ طفولتنا ونحن نقرأ و نستمع لحكايات عن الصراع بين الحق والباطل ، بين الخير والشر. يمكن ان تكون أفضل تلك الحكايات هي حكاية شخص قد عاش في الأرض قبل الزمان ، حين كانت تروي بالدماء و القتل و الوحشية. هذا الشخص قد مثل الخير في أفضل حالاته, كان أية الله في زمن لم يكن فيه رسل ولا رسالات و جزاء علي فعله النبيل قد اصطفاه ربه ليرتفع شأنه و قد كان. إن هذه الشخصية هي أفضل شخصية بالنسبة لي لأنه جزء بل هو الأساس في كل روايات الصراع بين الحق والباطل. إنه وجه من أوجه العمله. نأتي إلى شخص آخر, هو أول نوعه. لم يأت قبله منه أحد ، قد صنعه قادر و صوره في أفضل الصور بل علمه بنفسه و نفخ فيه من روحه و خيره علي العالمين. و منذ لحظة النشأة قد كان وجه العمله الأخر. 

الأول هو عزازيل, أجمل و أعلم الملائكة. له سلطان ما بين السماء والأرض. عظيم الشأن فيما بدا. 

و الثاني هو أدم ، حضر ميلاده الملائكة و عزازيل حين شكله الرب من طين و نفخ فيه من روحه. و قبل أي شيء قد أعلنه وريثا للأرض لحظة أمره لكل الحضور بالسجود له... لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة علي الأطلاق! 

هنا يتوسم حب الذات و الشعور بالأفضليه و الأحقيه, فقد وقف عزازيل بين الجموع و عيناه مليئة بالكلام الغير مسموع, و قلبه مشتعل بالنار التي هو جزء منها. وقف شامخ الرأس و أنفه لأعلي في بدايات صور الغرور في مشهد يتخلله السجود للخلق الجديد. علي وجهة نظره عناد و تحدي لحكمة الخالق. 

و هنا يأتي الكبر مختلط بالحب و العتاب, خلقته من طين و خلقتني من نار ، أنا أفضل منه ، الورث لي ليس له. هنا وقف ادم لا يفهم و لا يوجد به ذرة استيعاب لما يحدث. فهذا ملك يجادل الرب ، شئ وليد اللحظة لم يحدث ذلك من قبل! 

سلخ عزازيل الي إبليس و قد كان. نشأ صراع على الأرض ، علي الدنيا والآخرة. 

كلما طلع صباح جديد يطرح سؤال واحد نفسه... لمن الملك اليوم... لله رب العالمين.

Comments

Popular posts from this blog

تعلم الأنجليزيه في مليون خطوه (عنوان مضلل)

Labeled

روتين... بقلم يمنى فتحي