الرجوع إلى الحق

كثيراً ما سمعت هذه الجملة "الرجوع إلى الحق فضيلة" بل يمكنني أن اضيف انه أم الفضائل, لكن ما استطعت أن أكون علي يقين تام من حقيقة الحق التي لا تقبل جدال.

إذا أدعيت انني مدافع عن حق ما, جاء أحدهم و شكك فيه و ادعى هو مصاحبة الحق. حتي الشئ الذي لا يمكن لعقل التشكيك به في عالمنا العربي و هو الحق الإلهي يتم تشويه صورته و تحويله بصورة أقبح من وجه الشيطان ،فهؤلاء قد فسروا كلام الله عز وجل حسب ما ارتأت أنفسهم و هذا ليس بشيء جديد فلطالما كان أمثال هؤلاء موجودون, لكن ما هو الحق في هذا الزمان؟ و من هم اصحاب الفضيلة؟ يؤسفنى أن أقول أن كل ذي وجهة نظر هو صاحب حق في نظر نفسه و من تبعه, فلقد نجح في تكوين عقيدة ما بداخله عن مفهوم معين حسب فهمه الخاص له. فقد ينظر إليه جميعنا علي انه مجنون أو أي شيء من هذا القبيل لكن في واقع الأمر أنه علي حق و مدافع عن الحق في نظره. فكم العقائد بداخلة جعله مؤمن بما قد يراه الكثير علي انه كذب هو يؤمن و يصدق و يُرى هذا الكذب علي انه الحق الأحق أن يتبع, لهذا نري أمثال الأرهابي و المتطرف بيننا و هو علي حق بالنسبة للعقيدة الخاصة به.

 أخاف أن أقول أن الغباء المتفشي فيما بيننا قد عصب اعيننا عن الصواب و جعلنا خدم للحق الزائف الباقع بعقائدنا المختلفة. أنا لا أزعم انني علي صواب أو ما اقوله هو الحق ،قد يكون كذلك لفئات من الناس و قد يكون هو عين الباطل لفئات أخري و هذه هي سنة الحياة و أنا لا أعترض, ولكن طالما لم يأت أحد بحجة مقنعة بأني أقول و أدافع عن باطل سأظل علي موقفي, مدافعا لما أراه حق. و أدعو لنفسي و لمن أراد الله أن يتقبل له دعوتي بأن يجعل لنا حجة في حقة و يبارك في رجالات الحق في زمن زهق فيه و صار الباطل سنة أهل السنة والجماعة و الدين و أن يحفظ الحق بداخلى و غيري.



و أود أن أنهي ما كتبته هذا بمقولة لجلال الدين الرومي:
عيوننا ما تراك, لكنّ عُذرًا لنا. فالعيونُ ترى مَظهرًا لا حقيقة

Comments

Popular posts from this blog

تعلم الأنجليزيه في مليون خطوه (عنوان مضلل)

Labeled

روتين... بقلم يمنى فتحي