بين القناعة و الإستسلام

هل القناعة إستسلام, ام هنالك فرق بينهم؟ 
عندما يفشل الإنسان في شئ ما بحياته ثم يخلى عن المحاولة مرة اخرى, هل يعتبر ذلك إستسلاماً أم قناعة بأمر الله في الموقف؟ بإعتبار ان كل شئ قدر تقديراً دقيقاً من قبل الله. أم ان القناعة شئ اخر... شئ لا يخلو من المحاولات المتتالية حتى يصل المرء إلى نتيجة محتمه و هي قبول الوضع كما هو عليه. أي ان القناعة -جدلاً- هي سلسلة من الفشل تأتي متتابعة مقابلةً بسلسلة من المحاولات لتغاضي هذا الفشل, و حين ثبوت عدم جدوى تلك المحاولات يتوقف الإنسان و يتقبل الأمر الواقع كما هو بإعتباره امر الله في وقفه.  

و أخذاً بمسلمات الأمور فإن كل أمر لهو ميسر و مسير من قبل الله, لذلك ترك الله الخيار في يد كل شخص منا في ذلك الأمر. إن أقبل بمقتضاة قضاء الله و حسبك –لكن– بعد أن بذلت قصارى جهدك في أمرك أياً ما كان و لكن لم يكن التوفيق و النجاح من نصيبك. و من بعده يعوضك الله عن صبرك و عن قناعتك بحكمته.

أو ان تعطي ذلك الأمر فرصة و من بعد تلك الفرصة –حين فشلها– تفلت زمام عزمك و تدعي إقتناعك بإرادة الله. إلا انه في تلك الحالة إرادة الله لم تدخل من بدايته! تلك أرادتك انت في التخاذل عن المحاولة مرة اخرى في حين انك إذا اقدمت فعلاً لكان التوفيق من نصيبك... و في نهايته ستكون النتيجة مثلها كيفما بدأت.

دعونا نترك ما لله لله ولا نخلط بين الأمرين. فإن القناعة إن وجدت فهي قبول نتيجة عمل لم يجدي ثماره في بادئ الأمر و لم يترك صاحبه شأنه بل سعى و أراد و لكن لم يوفق, و إن الإستسلام هو عدم المحاولة أو حتى اليأس من المحاولة.

Comments

Popular posts from this blog

بعد ان تحترق العاصمة - عبدلله فؤاد محمود (قصة قصيرة)

Love is Truly a Strange thing.

روتين... بقلم يمنى فتحي