في ذكرى اليوم العالمي للمرأة

إذا كان مجتمعنا قاتل لإحلام الرجاله فما بالكم بالستات؟ للأسف الشديد المجتمع العربي كله مُعادي للستات ومتحيز ضدهم على نطاق واسع. أغلبنا أتربى على فكرة ومذهب ان الستات كلهم عورات وإن البنت مهما بلغت وارتفعت درجات ومراحل تعليمها فمكانها الطبيعي هو بيتها، مع زوجها وأولادها، وتتحول من كائن مستقل إلى كائن له أهداف محددة من قديم الأزل ولا يجوز الخروج عنها بأي شكل من الأشكال علشان "عيب" في حين انه مش "حرام". 

غالباً أي بوست بيقول نفس الكلمتين دول بيستشهد بأمثلة شهيرة للستات وصلوا للعالمية وتفوقوا على نظرائهم من السادة الرجال واغلب الأمثلة دي سبحان الله بتكون غربيه. بس انا مش هضرب أمثلة على الأقل مش في الأول كده.  من حوالي 14000 سنه وشوية فكه كان اغلب البلدان العربية الموجودة وقتها بتعامل الست العاديه على أنها سلعه. مادام مش من علية القوم يبقى على طول يتحط عليها sticker  مكتوب عليه سعر وحالة البضاعه وده طبعاً لو البنت من دول اهلها ما دفنوهاش... وعلى حد علمي الوضع في مصر وقتها مكانش مختلف بشكل كبير اوي الست وان كان حالها احسن شوية إلا انها ماخرجتش عن نفس الإطار. من سنه وشوية فكه لسه الحال زي ما هو عليه بشكل أو بأخر دلوقتي وكأن مافيش دين إسلامي نزل وفي القرآن ايات صريحه بتحث على إحترام المرأة ولا إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال استوصوا بالنساء خيرا وضرب لنا أمثلة في ازاي نتعامل مع النساء ونكرمهم. 

مجتمعنا مُصر يمشي ورا مبدأ العيب قبل الحرام، ومُصر يستخدم نفس الصورة من عقود فاتت. الست مالهاش غير زوجها وبيتها... يعني إيه بنتنا مش عايزه تتجوز؟ دي بنت خالتها معاها دستة عيال دلوقتي... يعني إيه تحقق ذاتها والكلام الفارغ بتاع التليفزيون ده؟ البنت عيب تكمل دراستها في مناطق كثير، وان كملت يبقى خليها تتسلى لحد ما يجي عدلها. مبدأ ان واحده تفكر لنفسها ده خطر. غالباً نسبة كبيرة جداً من الرجالة في المجتمع بتخاف من الست الذكية المتعلمه المثقفه. مع أنهم مش بيحبوا البنت الغبيه التافهه ومنجذبين للمستقله اللي عندها شخصية... لكن في الغالب بيكون علشان يفرض ذكوريته عليها ويمارس حقوقه الذكورية اللي المجتمع مديهاله. في القرآن الكريم، سورة الروم، الآية 300 ربنا سبحانه وتعالى قال: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. الآية الكريمة ماذكرتش واحد فيهم بيحاول يطغى على التاني او يلغي شخصيته لمجرد ان جهل المجتمع سامحله بكده. الأساس المجتمعي السوي والأساس الديني مبني على الموده والرحمه، على الاحترام والتقدير. غير كده هيكون بنيان متأكل من جواه أساسه رخو. 

البنت الذكية المتعلمه المثقفه صاحبة الرأي الخاص بيها هي اللي حتعرف تربي ولادك وتطلعهم، أمثلة تفتخر بيهم. البنت مش سلعة بثمن معين تتباع وتشترى ولا هي وعاء فاضي مخصوص لشهوة الذكور. لا تعاليم الدين ولا التاريخ على مداره بيقولوا كده -بإختلاف فترات زمنية معينه- حرية البنت مش حرام ولا هي المفروض تكون عيب، وأعتقد ان أغلبنا عارف تربية الكبت بتكون نتيجتها ايه.  ممكن دلوقتي أضرب أمثلة؛ أولاً ياريت المجتمع بكل أطيافه ومؤسساته يقضي على دور النساء في المؤسسات الحكومية. كفانا أشباه النساء كأمثال مدام عفاف في شباك 3 ومدام سماح في الدور الثاني... بعيداً عن كده مصر تاريخها ملئ بسيدات في شتى المجالات قدروا ينافسوا الرجاله ويتفوقوا عليهم، وفي أوقات تانيه لولا وجودهم كان المجتمع هبط للقاع. 

بما اني مهتم أكثر بالمجال الفني فأقدر اقول اسامي فنانات، المجتمع كله بدون استثناء بيكن لهن بالحب والإحترام، أمثال كوكب الشرق ام كلثوم وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة (والفنانة القديرة الهام شاهين) محدش يقدر ينكر اعمالهم ازاي غيروا في حاجات كتير وعادوا بثمار طيبه. الخلاصة ان البنت زي البيت وهي بيت فعلاً بيت. إذا كان أساسها مبني مضبوط مافيش ريح تقدر توقعها، لكن طول ما إحنا مُصرين نغش نفسنا ونسرق من الأساس ده حيفضل عمود المجتمع مايل.


Comments

Popular posts from this blog

تعلم الأنجليزيه في مليون خطوه (عنوان مضلل)

Labeled

روتين... بقلم يمنى فتحي