سحر القراءه... بقلم يمنى فتحي

الكتب هي بطلي، كل كتاب فيه جزء لا يعرفه أحد غيري، جزء يكمل ما أحتاجه، تعيد إنقاذي مرة تلو الأُخرى لتعيدني لرشدي, و أتميز.

الكتب لها سحر خاص حين أفتح كتاباً يبدأ في إلقاء سحره عليّ و تنويمي مغناطيسياً فلا أشعر بالعالم من حولي! كأن باباً فُتح لي لأعبر لعالم أخر و أرى أناساً مختلفين أتعاطف معهم، أُحبهم و أشتاق لهم، كل كتاب اقرأه يَسرق جزءاً من روحي و يحتل مكاناً في ذاكرتي، كل كتاب أنتهي من قراءته أشعر كأني أفقد أحد أطفالي و أشعر بالوحِدة التامة! كأنه سرق وقتي وروحي و استحوذ على كياني! و أنا التي قرأته و قرأت ما نُثر داخله فقط... حين أصل لكلمة "تمت"، حين أُغلق آخر ما تبقى من الكتاب تتسلل الوحدة مرة أخرى و أُعزي أشخاصاً رائعين لن أراهم في عالمي ثانيةً، فقد عوضني عن ما فقدت من أشخاصٍ حقيقين و رمم ما تحطم داخلي .

عندما أشتري كتاباً جديداً أشعر كأن العالم فُتِحت ابوابه لي و تُركت لي فرصة أخرى لأعرف صديق جديد كي أقضي معه جزءاً من حياتي، و أدخل في قصة جديدة و عالم جديد، أتحدث بالكثير معه، نعم اتأثر بالكتب و اعتقد انها تتحكم فيّ... فأذا كنت غاضبة فهذا أثر طبيعي لقراءة كتاب في منتهى السوء، أما إذا أنهيت كتاب جميل أشعر كأني ذهبت لعالم آخر و في نفس الوقت أشعر بوحده تكاد تقتلني لأنه قَضي معي وقتاً لن يتكرر ..

فقوة القراءة تجتاحني و تجتاح كل خلية في جسمي تجعلني مغرمة بها أكثر و أكثر كلما أنتهي من كتاب أكون نهمة للمزيد ولا أُطيق صبراً حتى ابدأ في كتاب آخر. أنا نهمة للعلم نهمة للتقدم خطوة على الجهل و لم أرى طريقا أسرع من القراءة، أستيطع غزو العالم و لكن دون أن يشعر أحد أستيطع التحكم في عقول الناس دون أن يدركوا و أستيطع تغيير نفسي للأفضل لأتطور أكثر  .

لأن كل كتاب له بصمته الخاصة و له تميزه الخاص في مسيرة حياتي.