العيون تتحدث أحياناً... بقلم سما ممدوح


إكذب كما تشاء، حاول أن تخبئ ألمك، حاول ان تخبئ فرحتك، أخشى أن تقع في من لديهم موهبه في قراءة العيون بحرفية، مثلي أنا.
حاول أن تطيل النظر في إحدى صور أصدقائك القديمه ، سوف تجد مالا تتوقع ، ستجد اختلاف جذري ليس في ملامح الوجه فقط بل في نظرات العيون ، نحن لا نستطيع ان نشعر بالقهر و الظلم دون أن يؤثر ذلك على ملامح وجوهنا، على إبتسامتنا المزيفه، العيون المنكسره، الوجهه الشاحب، على إنكسار صوتك حتى لو كنت تضحك بصوت عالٍ، جميع ما يمر خلال حياتنا يؤثر علينا نفسياً و جسديًا، الزمن لا يمر مرور الكرام عليك دون أن يأخذ من روحك ، دون أن يغير من شخصيّتك، أصبحنا اقسى من نقوش الحجر، لا نشعر بمن يتألم و نقلل من ألمه، لا نفكر إلا بأنفسنا، لا نثق على الاطلاق، أصبحنا نتوقع الخذلان قبل أن يحدث، تغيرنا كثيرا، نضجنا قبل الأوان ، من الصعب الان عليك أن تصدق جميع ما يقال و أن تثق بسهوله و تشعر بالأمان ، كما متعارف عليه نحن نكبر بمرور السنين و لكن فعليا نحن نكبر بمرور المواقف ، يمكنك أن ترى نظرات طفلا لا يتعدى العشر أعوام لكن نظراته بمثابه خمسون عام ، اذا نظرت داخل حياته ستعرف لماذا ، ستجده طفلا مكافح يعمل في بلد غير بلاده ليلا نهار لكي يوفر لقمه خبز لعائلته التي رحل عنها رب الاسره في ظروف حرب قاسيه ، ستجد طفلا اخر يعاون والديه في ظروف المعيشه الصعبه لكي يوفر لنفسه دخلا ليكمل تعليمه ، ستجد طفلا حزين اغلب الوقت ولا يشعر بالأمان بسبب العنف الأسري الذي يتعرض له يوميا سواء كان جسدي او لفظي ، هؤلاء جميعهم مختلفون في الظروف الحياتية و متفقون انهم مازالوا أطفالا ، اذا اصطحبت أحدهم إلى مدينه الملاهي لمده ساعه فقط سيتذكر انه طفلا و سينسى كل ما يمر به خلال يومه و ستشاهد منظرا اؤكد لك انك لن تتحمل و ستنهار دموعك فورا ، ستجد طفوله مكبوته و عفويه و براءه و روح جميله و سعاده غامره فقط خلال ساعه لانه تذكر انه طفلا ، ما شرحته ماهو إلا مثال بسيط من أنواع النمو النفسي المبكر ، اذا نظرت حول محيطك ستجد الكثير من أنواع النمو النفسي ، ستجد أب يكافح بكافه الطرق ، أم متحمله قسوه زوج و أهانته لأجل اطفالها ، مراهقه خذلت عاطفيا و تدمرت نفسيا ، والدين فقدو إحدى ابنائهم ، شاب في مقتبل العمر سرقت منه طموحاته و أحلامه ، أطفالا بلا مأوى لا يعرفون مصيرهم ؛ هؤلاء جميعهم الألم غيرهم و الألم و الظروف القاسيه جعلت عيونهم تنضج قبل الأوان و قلوبهم تتغير ، الغرض من هذا المقال هو أنك قبل أن تجرح او تقوم بأذيه أحد فقط انظر جيدا داخل عينيه و حاول أن تفهم مالا يستطيع قوله ، ستجده متعب بما فيه الكفاية ، تذكر فقط انك ستحصد ما تقوم به سواء شر او خير ، كن لطيفا ارجوك ، جميعنا بنا ما يكفينا



Comments

Popular posts from this blog

تعلم الأنجليزيه في مليون خطوه (عنوان مضلل)

Labeled

روتين... بقلم يمنى فتحي