العيون تتحدث أحياناً... بقلم سما ممدوح
إكذب كما تشاء، حاول أن تخبئ ألمك، حاول ان تخبئ فرحتك، أخشى أن تقع في من لديهم موهبه في قراءة العيون بحرفية، مثلي أنا. حاول أن تطيل النظر في إحدى صور أصدقائك القديمه ، سوف تجد مالا تتوقع ، ستجد اختلاف جذري ليس في ملامح الوجه فقط بل في نظرات العيون ، نحن لا نستطيع ان نشعر بالقهر و الظلم دون أن يؤثر ذلك على ملامح وجوهنا، على إبتسامتنا المزيفه، العيون المنكسره، الوجهه الشاحب، على إنكسار صوتك حتى لو كنت تضحك بصوت عالٍ، جميع ما يمر خلال حياتنا يؤثر علينا نفسياً و جسديًا، الزمن لا يمر مرور الكرام عليك دون أن يأخذ من روحك ، دون أن يغير من شخصيّتك، أصبحنا اقسى من نقوش الحجر، لا نشعر بمن يتألم و نقلل من ألمه، لا نفكر إلا بأنفسنا، لا نثق على الاطلاق، أصبحنا نتوقع الخذلان قبل أن يحدث، تغيرنا كثيرا، نضجنا قبل الأوان ، من الصعب الان عليك أن تصدق جميع ما يقال و أن تثق بسهوله و تشعر بالأمان ، كما متعارف عليه نحن نكبر بمرور السنين و لكن فعليا نحن نكبر بمرور المواقف ، يمكنك أن ترى نظرات طفلا لا يتعدى العشر أعوام لكن نظراته بمثابه خمسون عام ، اذا نظرت داخل حياته ستعرف لماذا ، ستجده طفلا مكافح يعمل ...